السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. انا شاب ابلغ من العمر 28 عامًا منذ ان خرجت على هذه الحياة وانا اتمتع بثقة عالية في نفسي ولله الحمد واحب الاجتماعات والسفريات ومحبوب بين اصدقائي
وايضًا مرح احب الفكاهه والمزح اذا كنت جالس مع زملائي فإني اشاركهم في السواليف والضحك والمزح والجد وفي كل شي حتى انهم يجعلونني القائد دائما لقوة شخصيتي وذكائي العالي وخاصة في تسيير امور الحياة
اما الدراسة فكان مستواي فيها متوسطا. .ولكن المصيبة حصلت لي قبل سنتين تقريبًا. وأااااه من هذه المصيبة التي غيرت حياتي رأسًا على عقب ولازلت اكتوي منها الى يومي هذا وبداية هذه الازمة هي اني
اذا اردت مثلًا ان اقابل احدًا من الاشخاص الذين لم التقي بهم منذ فترة طويلة تأتيني حالة من القلق وعدم الراحة وقلةالنوم وألم شديد في بطني وتعرق الى ان التقي بهذا الشخص
وعندما التقي به واسلم علية وتمضي عشر دقائق او ربع ساعة من جلستنا سويًا اعود كما كنت وتهدأ نفسي ويزول القلق وتنتهي جميع الاعراض التي كنت اعاني منها. .
ولكن المشكلة والمصيبة ان هذه الحالة لم تبق كما كانت بل تطورت حتى اصبحت هذه الحالة تأتيني حتى عندما اريد ان التقي بأحد زملائي المقريبين مني والذي لم اره
مثلا من يومين. وليت الامر توقف عند هذا بل تطور الامر وزادت اعراض القلق واحمرار الوجة والتعرق وسرعة ضربات القلب عندما التقي بأي شخص اعرفه حتى اصبحت اتجنب لقاء اصدقائي والمقربين مني حتى اصبحت منعزلًا لا افارق غرفتي
والى الان لم استطع الخروج من هذه الحالة المهم ان الامور التي اعاني منها الان والتي ابتدئت منذ سنتين وهي اني عندما اقابل اي شخص وخاصة من اعرفهم تزداد عندي ضربات القلب واتعرق واشعر بألم في بطني ورجفة في جميع اطرافي ولا استطيع التحدث ويتشتت فكري. .
وايضا عندما اذهب الى دوائر حكومية اواي مكان يكثر فيه الناس تأتيني هذه الاعراض. .وايضًا عندما اذهب للمسجد لا ارتاح الا عندما اصلي في الاطراف او عند الباب وان صليت في مسجد مزدحم وكان مكاني في الوسط فأن بعض هذه الاعراض تحصل لي كألم البطن والتعرق
واحس اني اريد الخروج من المسجد بأي وسيلة (مع العلم اني محافظ على صلاتي ولله الحمد قبل ان يأتيني المرض بسنين طويلة ولا زلت محافظ عليها في المسجد) وحتى اذا جلست اسولف انا واحد من افراد
عائلتي فجأه يحمر وجهي واتعرق
وتأتي نفس الاعراض التي ذكرتها لك وحتى عندما يوقفني رجل المرور تأتيني كل هذه الاعرض مما يجعلني في محل الشك والريبة. .اسف على الاطالة وارجوا ان اجد منكم الارشاد الكافي والشافي بإذن الله وجزاكم الله كل خير
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله الكبير المتعال، نحمده ونشكره أن اختار لنا أفضل دين وخير رسول، ونصلي ونسلم على خير خلق الله المبعوث الأمين وعلى آله وصحبه وبعد:
الأخ السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عند استعراضي لرسالتك والتي صرحت فيها بقولك (أنا أتمتع بثقة عالية في نفسي ولله الحمد وأحب الاجتماعات والسفريات ومحبوب بين أصدقائي وأيضا مرح أحب الفكاهة والمزح إذا كنت جالس مع زملائي فإني أشاركهم في السواليف والضحك والمزح والجد وفي كل شي حتى أنهم يجعلونني القائد دائما لقوة شخصيتي وذكائي العالي وخاصة في تسيير أمور الحياة) ثم انقلب حالك منذ عامين، وتحول حالك وأمرك لشيء غريب فذكرت (ولكن المصيبة حصلت لي قبل سنتين تقريبًا. وأاااااااه من هذه المصيبة التي غيرت حياتي رأسًا على عقب ولازلت اكتوي منها إلى يومي هذا وبداية هذه الأزمة هي أني إذا أردت مثلًا إن أقابل أحدا من الأشخاص الذين لم التقي بهم منذ فترة طويلة تأتيني حالة من القلق وعدم الراحة وقلة النوم وألم شديد في بطني وتعرق) ، فأبدأ حديثي معك باستفسار واجب وهو ألم يحدث لك في هذه الآونة (أي منذ عامين) خطب أو حدث ما؟ بمعنى موقف ما سلب منك هذه الصفات والسمات الجميلة التي كنت تتمتع بها، بل ويتمناها أي شخص، فارجع بالذاكرة وابحث في سريرة نفسك عن هذا الخطب، فأكيد ستجد موقفًا حدث هو السبب في هذه الأعراض التي تنتابك، ثم أدرس هذه الموقف أو تلك الخبرة المريرة، وضعها أمامك على المنضدة ثم تعامل معها على أنها مشكلة أحد أصدقاءك وطلب منك النصح بصفتك ذكي واجتماعي، فماذا تنصحه؟ ؟؟؟.
وأكبر دليل انك سليم نفسي أنك لا تلبس أن تعود لحالتك الطبيعية بعد برهة من الوقت من جلوسك مع آخر، إذن أين المشكلة؟ لا توجد مشكلة.
المشكلة إذن بداخلك وعليك لفظها عنك، فكيف هذا؟ الوهم يا أخي، فقد سيطرت عليك هذه الفكرة وسيطرت على سلوكك، فيجب طرد هذه الفكرة عنك بصورة تدريجية، وقد تفشل في البداية، لكن بالعزيمة والصبر والدعاء للخالق سبحانه وتعالى سوف تنجح بجدارة، كما عليك بعمل تدريب سهل يساعدك على تحقيق ذلك، ألا وهو: أن تسترخى في مكان هادئ، وخلال دقائق معدودة لا تفكر في شيء، وإذا راودتك أي فكرة، فعليك أن تطردها، وتكرر هذا العديد من المرات.
أيضًا عليك أن تلتفت لذاتك كثيرًا وحدث نفسك عن نفسك، بمعني ما هي إيجابيات شخصيتك، وكذلك سلبياتك؟ وعزز وأكد من هذه الإيجابيات، وعالج وقلل من هذه السلبيات، وعليك بالقراءة الحرة، وفكر كثيرًا قبل أن تتحدث مع الآخرين، وثق في نفسك واقنع نفسك كما حدث خلال (26) عاما من أجمالي عمرك (28) عامًا أنك تتمتع بثقة عالية وأنك قائدا عندما تتعامل مع الآخرين، وأعلم يا أخي أن هذا سيحدث تدريجيًا ، واطرد هذه الفكرة السقيمة التي تجعلك تعاني عند مقابلة الآخرين، وصدقني سيأتي الوقت الذي ستضحك فيه على هذه الفترة، بل وتسخر منها.
وأخيرًا تقبل مني كثير الدعوات بأن تقوى على نفسك، وتقدر عليها، وتكون سعيدًا وناجحًا في جميع خطوات حياتك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: د. صلاح فؤاد مكاوي
المصدر: موقع المستشار